الميدان الرياضي : بطولة الأندية العربية بين النجاح والفشل !!
التاريخ : 2017-08-09

بطولة الأندية العربية بين النجاح والفشل !!

صالح الراشد

انتهت بطولة الاندية العربية وكثر الحديث حول نجاح البطولة أو فشلها, وكان السؤال الابرز هل البطولة قدمت ما عليها للعرب؟, أم أنها اسقطت جسرا اخر بين العرب وزادت المسافات بين الاتحادات والدول والشعوب العربية؟, وهل البطولة جاءت كمصيبة جديدة لكرة القدم العربية, أم ان البطولة ساهمت في عودة اللحمة العربية وطورت كرتنا'.


هذه الاسئلة تحتاج الى أجوبة ليكون التقييم منطقيا ومبنيا على اسس منهجية في بطولة شارك فيها '12' فريق من '10' دول وهي مصر, المغرب, تونس, الجزائر, السودان, السعودية, الاردن, لبنان, العراق, الامارات, فيما خرجت الفرق التي تمثل دول من الدور التمهيدي, كماغابت الكويت الموقوفة من المشاركات الخارجية وقطر والبحرين وسوريا وليبيا عن المشاركة, وبالتالي فات البطولة العربية افتقدت الى بعض الدول التي كان وجودها يثري بالبطولة فنيا واعلاميا وتسويقيا.

التنظيم
لا يختلف اثنان على ان تنظيم البطولة لم يكن بالمستوى المطلوب, بل ان هناك العديد من الثغرات التي حصلت , ولم تستطيع اللجنة المنظمة تجاوزها على الرغم من الجهود الجبارة التي بذلها أعضاء اللجنة , كون حل هذه القمعوقات يحتاج الى قرارات كبيرة , ومنها صعوبة الدخول الى الملاعب , حيث يقطع المشاهد المسافة التي تصل الى كيلو متر مشيا على الاقدام في أكثر من ساعة بسبب كثرة التفتيش وهو ما جعل العديد من المشاهدين يحضرون متأخرين عن وقت بدء اللقاءات, كونهم لا يتوقعون مثل هذه الامور.


أما بخصوص منصة الاعلاميين فقد كانت متاحة للجميع حتى للاطفال , وينسحب الحال على المنصة الرئيسية التي كانت مفتوحه على مصراعيها لمن يعرف العاملين في الملعب.
أما في عملية نقل اللاعبين والعاملين في الاتحاد العربي من الفنادق الى الملاعب فقد كانت في غاية الدقة والتنظيم.


قد نجد العذر للاشقاء في مصر العربية في الاهتمام بالامن كثيرا لانها كانت تريد انجاح البطولة دون ان يتعرض اي شخص للضرر وبالذات من الارهابيين, لذا فقد كانت اجواء البطولة امنة وكذلك مصر كلها, حيث فاق عدد قوات الامن في العديد من المباريات عدد الحضور والفريقين مجتمعين.

القرعة
أجريت قرعة الدور الأول قبل البطولة وكان التوزيع مناسبا , لكن مع نهاية الدور الاول وتأهل اربعة فرق الى الدور نصف النهائي بدئنا نشعر بان هناك نوايا مبيته للعب في القرعة لصالح فريق الاهلي المصري, لذا فقد تم ابعادة عن الترجي التونسي والفتح الرباطي المغربي ووضعته القرعة الهزيلة في مواجهة فريق الفيصلي على أمل ان يتأهل الى اللقاء الختامي على الرغم من أنهما تقابلا في مباريات المجموعات, كون الفيصلي حسب رأي البعض غير قادر على تكرار فوزه على الاهلي وبالتالي يتم ضمان وجود فريق مصري في اللقاء الختامي.


ما حصل في عملية القرعة امر معيب جدا وألحق الضرر بمصداقية اللجنة المنظمة والاتحاد العربي بالخروج في بطولة نظيفة, وربما ما حصل في القرعة قد فتح باب الشك في نوايا الاتحاد العربي واللجنة المنظمة لتشتعل الامور بعد التلاعب في نتيجة اللقاء الختامي وتتويج الترجي بقرار من الحكم المصري ابراهيم عبد النور بطلا للعرب.

المستوى الفني
لم يكن المستوى الفني كما توقعه الكثيرون, فالعديد من الفرق تعاملت مع البطولة على أنها نزهة تدريبية الغاية منها اكتشاف مواهب جديده, فيما البعض حضر للمشاركة في وقت صعب بسبب الضغوطات التي يتعرض لها, ففريق الهلال السعودي حضر بالفريق الاولمبي اي الفريق الثالث في النادي, فيما غاب عن فريق الوحدة الاماراتي '7' لاعبين وعن الاهلي المصري في بداية البطولة '5' لاعبين وحضر النصر السعودي بالفريق الثاني, والفرق التي حضرت مكتملة دون اي نقصان عي فرق الفيصلي الاردني والنفط العراقي والعهد اللبناني والترجي التونسي والفتح الرباطي المغرب, فيما فريق الزمالك والمريخ السوداني ونصر حسين داي تمر بظروف صعبة كون الزمالك منهك القوى من البطولات المحلية ولديه مشاكل بالجملة بين ادارة النادي والاجهزة الفنية , أما المريخ فقد حضر بنفسية سيئة بعد منعه من المشاركة في بطولة الاندية الافريقية فيما نصر حسين داري يتحضر للبطولة الجزائرية.


هذه الاسباب مجتمعة جعلت من مستوى البطولة ضعيفا, ولم يظهر بمستوى مميز غير فرق الفيصلي والترجي والنفط والرباط , عدا ذلك كانت هناك محاولات اجتهاد للظهور المشرف لكن المحصلة كانت ضعيفة.


وهذا يعني ان على الاتحاد العربي ان يقوم بتغير الية الموافقة على الفرق المشاركة في البطولة, وان تنحصر المشاركة على الفرق القوية والتي ترغب فعلا في المنافسة ويكون الحضور بالفرق الاول المعروف لدى الجميع, أما ان تكون البطولة مجرد تسلية للبعض فهذا أمر غير مقبول كونه محاولة لتقزيم البطولة.

التحكيم
هنا يتوقف الحديث , فالتحكيم كان الاسوء في تاريخ البطولات العربية, ولم يكن غالبية الحكام يستحقون التواجد في القاهرة والاسكندرية, وهذا يضعنا أمام سؤال هام وهو: من يختار الحكام وما هي الالية؟ , البعض اشار الى ان الحكام يتم اختيارهم من قبل الاتحادات الأهلية وترسل الاسماء للاتحاد العربي الذي يوافق عليهم ويجري لهم اختبار اللياقة فقط ' على اساس أنهم لاعبي قوى' وهذا يشير الى ان العاملين في لجنة التحكيم في الاتحاد العربي لا يعرفون عن الحكام الا اسمائهم.


لذا فقد كانت الاخطاء كارثية وفي جميع اللقاءات, فهدد النفط العراقي مبكرا بالانسحاب من البطولة اذا لم يتم معاقبة حكم لقاءه مع فريق الترجي والذي ألغى هدفا صحيحا للنفط لو تم احتسابه لربما تغيرت معالم البطولة, فاعترفت اللجنة بصحة الهدف وابعدت الحكم, لكن في العديد من اللقاءات لم يتم تقديم شكاوى وكان التحكيم كارثيا على الرغم انه لم يؤثر على مجريات اللقاء, فقد وجدنا عدم اسنجام بين الحكام وفي بعض اللقاءات شعرنا ان الحكام مختلفين لدرجة تعتقد ان كل منهم يحكم لعبة مختلفة.


وساهم التحكيم في ضرب البطولة في مقتل حين اصبح التشكيك في نزاهتهم بسبب بدائية الاخطاء وبالذات في اللقاء الاخير للبطولة والذي ظهر فيه تعاطف الحكام مع فريق الترجي بصورة مخزية, وقدموا اللقب على طبق من ذهب لفريق الترجي.

دور الشركة الراعية
سؤال برسم الاجابة, هل تدخلت الشركة الراعية للبطولة في سير المباريات؟ , وهل بحثت عن لقاء جماهيري يعيد للبطولة قوتها وهيبتها؟ وهل ارادوا ان يكون النهائي مصري تونسي منذ البداية وربما قبل البداية, نتمنى ان يكون الجواب 'لا' حتى لا تفقد البطولة مصداقيتها وتتحول من بطولة عربية الى بطولة اعلانية.

العقوبات 

عندما نشاهد ما حصل في البطولة ونتحدث بحيادية فانه يجب اتخاذ العديد من العقوبات على اللاعبين والاندية والعديد من اركان اللعبة, وحتى نكون منصفين, فان الفيصلي يجب ان يتم معاقبته بسبب تصرفات بعض جماهيرية وكذلك بعض لاعبيه واداريه الذين اعتدوا أو حاولو الاعتداء حكم اللقاء.


كما يجب أن يتم معاقبة طاقم التحكيم في اللقاء الختامي وعدد من اللقاءات في الادوار التمهيدية اضافة الى معاقبة المسئول التحكيمي في الاتحاد العربي الذي كان يقوم بعملية تعين الحكام للمباريات.
ويجب ان تصل العقوبات الى العديد من الاعلاميين العرب الذين حركو الشر بداخلهم وحاولو تقزيم الاخرين وضرب الفتنة بين العرب والذين أخرجوا البطولة عن مسارها بعدم دعوتهم الى اي من البطولات القادمة. كما يجب من سربوا أخبار معاقبة الفيصلي كونهم غير مؤتمنين على أسرار الاتحاد ومحاسبة من اخترع الخبر اذا لم يكن الخبر مسربا من داخل الاتحاد العربي.


كما أنه يجب ان يتم معاقبة اللجنة الفنية للبطولة لعدم انتقادها المشاركة الوهمية لبعض الفرق , كما يجب محاسبة اللجنة المنظمة على الاخطاء التي حصلت في البطولة.
وربما يقول البعض ان خطا عن خطا يفرق , لكن في المحصلة ان جميع هذه الاخطاء هي التي هددت حياة اللاعبين والحكم والجمهور الى الخطر, ويجب محاسبتهم دون استثناء, حتى بما فيهم عدد من أعضاء مجلس ادارة الاتحاد العربي.

 

 

 

 

 

عدد المشاهدات : ( 697 )
عدد المشاهدات : [ 7682 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .